[* الكون دلالة التوحيد الكبرى:]
أما المثال الثالث، فقد طوَّف في أرجاء السموات والأرض والتقط وصور
واستدل وذكر. في أسلوب خطابى العبارات.
استدلالى الموضوعات. يقينى المقدمات.
الصورة تلو الصورة، والمشهد إثر المشهد. والدليل عقب الدليل.
فى حركات سريعة خاطفة. . ووثبات صائبة.
" وهكذا تشترك مشاهد الأض والسماء مع ما يقع لهم من الأحداث كل يوم
. . مع الأحاسيس الفطرية التي تلجئ الإنسان إلى القوة الكبرى عند الشدة
تشترك في مخاطبة الحس والخيال ولمس البصيرة والوجدان، لتركيز عقيدة
التوحيد في النفوس. . ومثل هذا كثير جداً في القرآن، مكرر مع تنوعه -
تكرر صور القيامة ومشاهد النعيم والعذاب ".
* *
[* ضعف الأصنام:]
ونذكر مثلين ضربهما القرآن لضعف الأصنام، بعد أن شنع على هذه الأباطيل
مما خاطب الله به المشركين خطاباً مباشراً:
أولهما: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) .
ذلك مثلهم. . . فهل بيت العنكبوت بغريب عن أفكارهم، أم هو شيء مألوف لهم يرونه صباح مساء. وهل في بيت العنكبوت قوة يأوى إليه ضعيف أم حصانة يلوذ بها واجف؟ ليفكروا. .