[* وظيفة الفواصل اللفظية:]
للفاصلة في القرآن الكريم وظيفتان، إحداهما لفظية - وسنتحدث عنها الآن، وأخرى معنوية - وسيأتى الحديث عنها قريباً.
أما وظيفتها من حيث اللفظ فتعتمد على العوامل الآتية:
أولاً: أنها تحسين للكلام وراحة للنفس عند التلاوة. حيث يحسن السكوت
عليها وقد كمل المعنى أو قارب الكمال، بحيث يشهد الذوق بذلك ويدركه.
ثانياً: تؤذن بانتهاء الآية وتميز بينها وبين التي تليها كما تميز قافية الشعر
بيتاً من بيت مع اختصاص الفاصلة بأحكام الربط ودقة النظم وجمال التلاؤم.
ثالثاً: تساعد الفاصلة على تلاوة القرآن مرتلاً مجوداً بأنغام آسرة ذات إيقاع
جميل. . "
وهذا الجمال التوقيعى في القرآن لا يخفى على أحد ".
ومن أجل هذه الوظيفة - اختصت الفاصلة بأمور. وهي:
(أ) ختمها - في الغالب - بحروف المد واللين - وإلحاق النون والميم بها.
وحكمته التمكن من التطريب. قال سيبويه: " إنهم - أي العرب - إذا ترنموا يلحقون الألف والياء والنون يريدون مد الصوت.
ويتركون ذلك إذا لم يترنمواً.
وقد جاء في القرآن على أسهل موقع، وأعذب مقطع.
(ب) أن الحروف التي تقع بها الفواصل إما متماثلة أو متقاربة، ولا تخرج
عنهما كما قال فخر الدين الرازى، وبهذا استكملت أداة الغناء وتم لها حسن التناسق وجمال الإيقاع.