وسره البلاغي في الموضعين: إبراز المعنوي في صورة المحسوس للإيضاح
والتقرير. هذا في تشبيه الإزالة بالخطف. .
لأن الخطف يفيد نزع الأبصار نفسها
من أماكنها وتركها بلا آلة بصر.
أما الإزالة فقد يقف معناها عند سلب الأثر وهو الإبصار دون آلته.
وفي المجاز العقلي صار البرق عدواً لهذا الفريق. ذا إرادة وتدبير وتربص. .
يتحين الفرص ثم يقفز في حركة سريعة وينزع أبصارهم من أماكنها ثم يولى.
وأين لهم أن يطلبوه وهم لا يبصرونه ولا يعرفون طريقه. هو في السماء وهم
على الأرض!
*
[* منهج القرآن في مادة " خطف ":]
وقد ذكرت مادة " خطف " في القرآن على سبيل المجاز في الصور الآتية:
١ - (تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) .
٢ - (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا) .
٣ - (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) .
٤ - (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) .
٥ - (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (١٠) .
يقول الراغب في توجيه هذه الاستعمالات:
الخطف والاختطات: الاختلاس بالسرعة يقال: خَطفَ - يَخْطِفْ - وخُطِفَ يُخْطفْ.