للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني (وَيُتَخَطَّفُ الناسُ منْ حَوْلهمْ) : أي يُقتلون ويُسلبون. .

وعلى هذا فإن المجاز ظاهر فيما عدا: " فتَخَطفه الطير " لأن الاستعمال الحقيقي هنا أقرب إلى التصوير لأن الطير يخطف الهاوي جزءاً جزءاً.

وعلى هذا أيضاً يمكن أن نقول:

أولاً: إن هذه المادة في القرآن الكريم يغلب عليها جانب المجاز إذ هو ظاهر

فى كل أمثلتها - ما عدا موضعاً واحداً - فإن الحمل على المعنى الحقيقي فيه

أقرب إلى التصور.

ثانياً: إن هذه المادة لم تستعمل فيه إلا في مقام الامتنان.

وذلك في موضعين:

أحدهما: (تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) .

وثانيهما: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) .

أو مقام الخوف والهلاك وذلك في بقية مواضعها:

(يَكَادُ البَرْقُ يَخْطفُ أبْصَارَهُمْ) .

(إن نتبِع الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطفْ مِنْ أرْضِنَا) .

(فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) .

(إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (١٠) .

وعلى هذا - أيضاً - يمكن القول بأن هذه المادة في القرآن مادة مجاز.

وقد أسند القرآن إلى البرق في هذه الآية فعلين آخرين غير الخطف:

<<  <  ج: ص:  >  >>