فى هاتين الآيتين وردت عبارة: (لاَ يَقْدرُونَ عَلى شَىْءٍ مما كَسَبُواْ)
بتقديم: " شيء " على: " مما كسبوا " في البقَرة. ثم بتقديم: " مما كسبوا "
على: " شيء " في سورة إبراهيم عليه السلام.
*
[* بحث عن السر:]
العبارة في آية البقرة وردت ضمن خطاب للمؤمنين ينهاهم الله أن يكونوا مثل
مَنْ يُنفق ماله رئاءً ولا يؤمن بالله واليوم الآخر.
ووردت في آية إبراهيم عليه السلام في سياق كلام مبنى من أول الأمر على
بيان مصير أعمال الكافرين.
وهو شامل لجميع أعمالهم من الطاعات الظاهرة ومنها الإنفاق.
والمثل الأول - في سورة البقرة - تعليمى إرشادي للمؤمنين.
والثانى: إنذارى تقريرى للكافرين.
وما سوف تكون عليه أعمالهم يوم القيامة والذي ينفق ماله
رئاءًا لذى ورد في آية البقرة هو المنافق المظهِر للإيمان المبُطِن للكفر.
أما المقصود بآية إبراهيم فهم الكافرون المعلنون لكفرهم.
والمنافق حين يُنفق إنما يريد استثمار نفقته لتعود عليه بالنفع.
ولما كان يتظاهر بإنفاقها بين الناس. موهماً لهم أنه يبتغى بها وجه الله.
ويخفى قصده الحقيقي فإن: " شيء " وهو ما يرجو أن يحصل عليه من
" ربح " هو كل أمله الذي يملأ نفسه فقُدِّم من أجل ذلك وسُلَطَ عليه النفي ليكون أبلغ في قطع آماله. وعقم كسبه.
أما يوم القيامة. . فإن الكافرين تتعلق آمالهم بكسبهم ظانين أنه مُجْدٍ لهم.
فكسبهم حينئذ ملء نفوسهم فعمد القرآن من أول الأمر إلى محط رجائهم ونفى قدرتهم عليه: (لاَ يَقْدِرُونَ مِما كَسَبُواْ عَلى شَيءٍ) ، وفي ذلك إشارة إلى