للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نسب الله النسيان إلى الكافرين في سورة الأعراف في الآية التي قدم

فيها اللهو على اللعب. فقال: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا) .

فهم هنا: ناسون. . لذلك - والله أعلم - قدم اللهو على اللعب لغلبة صفة

النسيان على الوقف، واللاهي ناس أو قريب منه.

أما في سورة العنكبوت. . فقد جاء قبل الآية التي قدم فيها اللهو على اللعب

قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٦٣) .

هذه حقائق لو سئلوا عنها لنسبوها لخالقها.

وهذا يقتضي أن لا يكفروا إذن فلماذا كفروا ولم ينتفعوا بهذا العلم؟

مرجع ذلك أنهم ناسون لاهون. متشاغلون عنه بلهو الحياة وغرور الدنيا.

إن جانب اللهو - هنا - ظاهر. لذلك - والله أعلم - قُدِّم اللهو على اللعب كما قُدِّم هناك.

* * *

[* إجمال:]

وشبيه لهذه المواضع العشرين أن القرآن يجمع كثيراً بين النفع والضر مُقدِّماً

أولهما على ثانيهما في الأقل - سبعة مواضع - ومُقدِّماً ثانيهما على أولهما

فى الأكثر. .

<<  <  ج: ص:  >  >>