* النغم القرآني عند المحدَثين:
وقد سطر المرحوم محمد عبد الله دراز في كتابه " النبأ العظيم " فقرات جد
رائعة في هذا المجال من الخير أن نجتزئ ما تيسر منها:
قال: " دع القارئ المجود يقرأ القرآن يرتله حق ترتيله نازلاً بنفسه على
هوى القرآن وليس نازلاً بالقرآن على هوى نفسه. ثم انتبذ منه مكاناً قصياً "
لا تسمع فيه جرس حروفه ولكن تسمع حركاتها وسكناتها. ومداتها وغناتها.
واتصالاتها وسكناتها. ثم ألق سمعك إلى هذه المجموعة الصوتية. وقد جُردت
تجريداً. وأرسلت ساذجة في الهواء. فستجد نفسك منها بإزاء لحن غريب
عجيب لا تجده في كلام آخر لوجود هذا التجويد ".
وقال: " لا عجب إذن أن يكون أدنى الألقاب إلى القرآن في خيال العرب
أنه شِعر لأنها وجدت في توقيعه هزة لا تجد شيئاً منها إلا في الشعر.
ولا عجب أن ترجع إلى نفسها فتقول: ما هو بشِعر، لأنه - كما قال الوليد - ليس على أعاريض الشعر في رجزه ولا في قصيده. .
ثم لا عجب أن تجعل مرد هذه الحيرة أخيراً إلى أنه ضرب من السحر لأنه جمع بين طرفى الإطلاق والتقييد في حد وسط.
فكان لها من النثر جلالته وروعته. ومن الشعر جماله ورونقه ".
هذا كلام حق، ووصف دقيق يمسه كل عاقل متأمل في كتاب الله.
وقد أثار الكاتب في الجزء الأخير الذي نقلناه عنه قضية لها خطورتها في مجال بحثنا هذا.
[* مطاعنهم في القرآن. . مبعثها الإعجاب:]
وهى أن العرب الذين لم يستجيبوا لدعوة الإسلام. وعارضوا الدعوة
وصاحبها عليه السلام حين تلمسوا وجوه الطعن في القرآن الكريم لم يخرجوا