للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقولك: أنا كتبت في معنى فلان. قلباً أو إفراداً أو تعييناً - حسب حالة

السامع - ويؤكد الإفرادى بـ " وحدي "، والقلبى بـ " لا غيري ".

فإن لم يكن للسامع حكم خلاف ما أنت تقول، فإنه لا يفيد إلا التقوى.

* *

[* مبنى إفادة التقوي:]

وطريق إفاد التقوي في هذا النوع فيه رأيان:

فالخطيب والجمهور يقولون: إنه راجع إلى تكرار الإسناد، وهذا واضح

إذ الخبر فيه مسند إلى المبتدأ مرتين.

مرة من حيث أنه خبره. ومرة من حيث إنه فعل مسند إلى ضميره

وهذا رأي وجيه كما ترى.

وعبد القاهر يرى أنه راجع إلى أن تقديم المحدَّث عنه يفيد تنبيه السامع

لقصده بالحديث قبل إيراد الحديث تحقيقاً للأمر، وتأكيداً له.

والفرق بين الرأيين - بعد اتفاقهما في إفادة التقوية - أن رأى الخطيب

والجمهور مبنى على قواعد الصناعة النحوية لا غير، أما رأى عبد القاهر

فمبناه الذوق والوجدان المرهف.

وتطبيقاً لهذه الفكرة سرد الإمام عبد القاهر - وتابعه المتأخرون - بعض

النصوص القرآنية وغيرها.

فمن القرآن ذكر الآيات الآتية:

(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) .

(وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>