للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥) .

فى الآية الأولى قدم: " قوامين لله " على: " شهداء بالقسط "،

وفي الثانية قدم " قوامين بالقسط " على: " شهداء للهِ ".

السورتان في الأشهر مدنيتان: النساء باتفاق، والمائدة فيها خلاف، والذى

أجمعوا عليه أن المائدة - أو التوبة - هي آخر ما نزل من القرآن، والمائدة

أرجح في هذا المجال.

وقد نقل صاحب البرهان أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قرأ المائدة فى

حجة الوداع ثم قال: " إن آخر القرآن نزولاً المائدة فأحلوا حلالها وحرِّموا

حرامها.

ونقل السيوطي عن أبى عبيد، عن محمد بن كعب: " قال: نزلت سورة

المائدة في حجة الوداع وفيما بين مكة والمدينة "

ونقل أيضاً أقوالاً أخرى تقوي من هذه الوجهة.

ومع هذا فإننا نجد نسبة السورة في المصاحف إلى المدني.

ولعل هذا أخذ بالرأي القائل أن المدني هو ما نزل بعد الهجرة وإن نزل بمكة، وهو أحد أقوال هو أشهرها.

[* قيمة هذه النقول:]

وهذه النقول التي ذكرناها تفيدنا إلى حد بعيد في توجيه التقديم والتأخير فى

هذين الموضعين لأننا نبنى عليها الآتى:

<<  <  ج: ص:  >  >>