غزوة بدر. وفرق بين ما يُؤسس وما يُحكى.
لذلك اقتضى الحال في آل عمران
أن يأتي التعبير فيها على الأصل إذ لا مقتضى للعدول عنه.
*
[* رأي الخطيب الإسكافي:]
يتلخص رأى الإسكافي في عبارته الآتية:
". . وأما تأخير: " به " بعد قوله: " قلوبكم " فلأنه لما أخر الجار
والمجرور في الكلام الأول هو قوله: (وَمَا جَعَلهُ اللهُ إلاًّ بُشْرَى لكُمْ) .
وعطف الكلام الثاني عليه، وقد وقع فيه جار ومجرور وجب تأخيرها في اختيار الكلام ليكون الثاني كالأول في تقديم ما الكلام محتاج إليه وتأخير ما قد يستغنى عنه.
وأما تقديم: " به " في الآية الثانية فلأن الأصل في كل خبر
يصدر بفعل أن يكون الفاعل بعده ثم المفعول والجار والمجرور، وقد يقدم المفعول على الفاعل. . وكذلك الجار والمجرور بمنزلة المفعول في التقديم والتأخير. .
وفى هذا الموضع. . فإن المعتمد تحقيقه عند المخاطبين إنما هو الإمداد بالملائكة، وهو الذي أخبر الله تعالى عنه أنه لم يجعله إلا بُشرى فوجب أن يُقدم في الكلام ".
والذي يُفهم من هذه العبارة أن الخطيب علل التأخير في آل عمران على
مناسبة لفظية بحتة، والواقع أن التأخير في آل عمران لا يحتاج إلى تعليل
لمجيئه على الأصل.
أما في الموضع الثاني - الأنفال - فقد وفق الخطيب حيث أرجع التقديم إلى
ملحظ دقيق هو الحالة النفسية التي كانت تسيطر على فكر المخاطبين فخاطبهم القرآن مراعياً تلك الحالة فقدم ما هو أهم عندهم.
وسبق أن ذهبنا هذا المذهب قبل الاطلاع على كتاب الإسكافي المذكور. .
وذلك فضل من الله وإلهام.
* *