للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الاستعارة التمثيلية. . وذلك في قوله تعالى: (لأخَذنا منْهُ بِاليَمين)

شبه حاله - سبحانه - في سيطرته عليه بحال مَن يمسك يمينه فلاَ يستطيعَ دفَعاً

ولا فوتاً.

* * *

٦ - التمثيل:

وهذا مفرع كذلك عن ائتلاف اللفظ مع المعنى. وقد عرفه ابن أبى الإصبع

فقال: " هو أن يريد المتكلم معنى فلا يُعبر عنه بلفظه الخاص ولا بلفظى

الإشارة ولا الإرداف بل بلفظ هو أبعد من لفظ الإرداف قليلاً. . . ".

ومنه: (وَاسْتَوَتْ عَلى الجُوِديِّ) فإن حقيقة ذلك: وجلست على هذا

المكان، فعدل عما فيه زيغ إلى ما لا زيغ فيه ولا ميل ولا حركة ولا اضطراب، فإن بهذا الجلوس تسكن قلوب أهل السفينة فحصل تمام الأمن وتمام السكينة، ولا يحصل هذا من قولنا: " جلست "، فلذلك عدل عن لفظ الحقيقة إلى لفظ التمثيل. . هذا معنى من معاني التمثيل

وخلاصته: إيثار لفظ مكان آخر، ليس أحدهما مجازاً.

* *

[* معان آخرى للتمثيل:]

ومعنى آخر مثلوا له بقوله تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧) .

فإن ألفاظ هذه الآية ومعناها تمثيل مجازي أتى به لتتبين به حقيقة أمر مراد.

لأنه لما كان هؤلاء المحدث عنهم بذلك لا ينتفعون بما يسمعون من الزواجر.

ولا يرتدعون بما يشاهدون من الآيات. .

كان امتناعهم عن ذلك بختم وغشاوة

<<  <  ج: ص:  >  >>