للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو شيبه بالروضة الفيحاء لا تزال أمام ناظريك منها ألوان شَتى من الزهور،

وأنسام عذبة تحمل إليك أجمل الروائح وأطيب الشذا فتدفع عنك الإيحاش،

وتملأ نفسك سروراً وبهجة، وتشجيك أنغام طيورها بأعذب الألحان.

وثانيتهما: أن الله تعالى - جَلت حكمته - يريد أن يُيَسِّر للناس الانتفاع

بكتابه الكريم ويسَهِّل لهم الاستفادة منه.

ولما كانت مقاصد القرآن متعددة فحرى به أن يبث تلك المقاصد في ثناياه وتضاعيفه. حتى لا يتوقف الإلمام بها - كلها أو بعضها - على تتبع ما لا يتيسر تتبعه منه. فأي سورة تقرأ تضع أمام ناظريك هدفين أو ثلاثة أهداف. أو عدداً أي عدد من المواعظ والأحكام والقصص والتهذيب والتوجيه والإرشاد، وهو - بهذا - يلبي حاجة التعجل،

ويلبى حاجة التأنى على حد سواء فقد رأينا أقصر وحداته: " الكوثر " أبت

إلا أن تعرض عدداً من المعاني والمقاصد.

* *

[* سياسة حكيمة:]

وتزيد هذه المقاصد والأهداف كلما طالت السورة. كالبقرة وآل عمران

والنساء.

وهذه سياسة حكيمة فارق القرآن بها مؤلفات البَشر من أبعد طريق، وصدق

الله إذ يقول: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) .

* *

٤ - الإقناع والإمتاع:

" في النفس الإنسانية قوتان، قوة تفكير، وقوة وجدان.

وحاجة كل واحدة منهما غير حاجة الأخرى.

فأما إحداهما فتنقب عن الحق لمعرفته، وعن الخير للعمل به.

وأما الأخرى فتسجل إحساسها بما في الأشياء من لذة وألم.

<<  <  ج: ص:  >  >>