ولست أدري لماذا لم يمثل له، والقرآن مشحون بمثل هذا النوع.
كقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) .
وقوله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ) . فإن ما قُدم أفضل من
حيث الانتفاع به فالخيل أفضل الأَنواع، والحَمير أفضل من البغال.
٤ - تقديم الأعجب فالأعجب: ومثَّل له بقوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ) .
٥ - تقديم المناسب: ومثل له بقوله تعالى: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (٤٨) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) .
فتقديم الإناث على المذكور - مع أن المذكور أشرف -
ليناسب ما يرونه بلاء البلاءُ.
ومثل له بقوله تعالى: () وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) .
لَأنه حين ذكر شهادته على شئون أهَل الأرض وأحوالهم ووصل
ذلك بقوله: " وما يعزب " لاءم بينهما لِيَليَ المعنى المعنى.
* *
[* أبرز ملامح منهج ابن الأثير:]
هذه خلاصة سريعة لنظرية ابن الأثير في التقديم.
فما هي - إذن - أبرز خصائصها؟