للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهما كثير ذكره ابن الأثير ثم نقده ورماه بالغموض الذي لا يتضح معه

مراد والكلام إنما يُقصد به الإيضاح والإفهام.

* * *

* القسم الثاني - من قسمى التقديم - عند ابن الأثير:

وهو الذي يختص بدرجة التقدم في الذكر لاختصاصه بما يوجب له ذلك.

وقد أبان ابن الأثير أن هذا القسم لا يحصره حد، ولا ينتهى إليه شرح،

والذي ذكره هو منه. نبذة مختصرة ليقاس عليها غيرها كما يقول هو.

وذكر من أسبابه ما يأتي:

١ - تقديم السبب على المسبب: ومثَّل له بقوله تعالى:

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ) حيث قُدمت العبادة على الاستعانة لأنها سببها. وقد علمنا رأي العَز بن عبد السلام فيها.

وقوله تعالى (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (٤٩)

حيث قُدمَت حياة الأرض على حياة الأنعام والناس.

لأن حياة الأرض سبب فيما بعدها من حياة الأنعام والناس.

٢ - تقديم الأكثر على الأقل: وهو - هنا - يتفق مع ابن الصائغ ومثاله من

القرآن الكريم قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) .

٣ - تقديم الأفضل على المفضول: ولم يمثل له من القرآن بل اكتفى بأنه

لو عكس الترتيب في الآية السابقة لكان فيها ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>