أولهما: كون الآية على أسلوب التشبيه الذي أداته مُقدَّرة.
ثانيهما: أنه من التشبيه المؤكد الجمل لحذف الوجه مع الأداة.
والذي يبدو أن في عَذَ هذه الآية من باب التشبيه - سواء أكانت من التشبيه
المعدول أو المقلوب - مجافاة للصواب.
لأن الآية تبالغ في شأن من اتبع الهوى ونسي واجبات الخالق. وليس الغنى أنه ساوى بين واجبات الخالق.
ومغريات الهوى. إذن فليس له - من ظاهر حاله - إله غير الهوى.
وقد سبق عن ابن عباس أن في الآية تقديماً وتأخيراً. .
والتقدير: " اتخذ هواه إلهه ".
فعدها - إذن - من التشبيه ليس بمسلم.
وعدوا من المقلوب قوله تعالى حكاية عن ابنة عمران: (وَليْسَ الذَّكَرُ
كَالأُنثَى) . . والأصل: وليس الأنثى كالذكر. ولعل سر التقديم هنا أن
نفسها كانت تمتلئ رغبة في الذكر الذي طلبته.
* *
[* خصائص تشبيهات القرآن:]
أولاً - إن القرآن الكريم قد اشتمل على قدر كبير من التشبيهات ومن
التمثيل لا تكاد تخلو منها واحدة من سوره الطوال.
بل قد حفلت قصاره بكثير منه.
وهو يتخذ من الأسلوب التشبيهى والتمثيلي وسيلة للبيان والتهذيب،
والتربية والإصلاح والمدح والذم، والإرشاد والتوجيه.
ثانياً - إن الغرض الدينى هو السمة الظاهرة في جميع تشبيهات القرآن
وتمثيله وليس بينها ما يخلو من هذه السمة.