ثالثاً - إن الفائدة في التشبيه القرآني تعود دائماً على المشبه لأن المشبه
به أقوى صلة بالصفة المشتركة بين الطرفين. وهذا هو الغالب فيه.
" ومن غير الغالب أن يتساوى الطرفان في الصفة. أو يكون المشبه أقوى
من المشبَّه به كقوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ) ، وليس هناك داع للاحتجاج على مشروعية هذاَ
التشَبيه وصحة معَناه بأمثلة من الشعر أو غيره.
لأن المراد الإيضاح والبيان وليس المراد بيان المقدار ".
والتشبيه الإيضاحى لا يُشترط فيه قوة الصفة في المشبه به دون المشبه،
والأولى أن يقاس على القرآن أقوال الشعراء لا أن يقاس هو عليها سواء في
ذلك مسائل هذا الفن وغيره من الفنون كالنحو والصرف.
رابعاً - مادة التشبيه والتمثيل القرآني:
إن القرآن يتخذ من الطبيعة وظواهرها من سُحب وأمطار. ورعد وبرق.
ويحور وأنهار. وزروع وأشجار. وجبال وصواعق. وزوابع وأعاصير.
يتخذ من كل ذلك مادة حية في تشبيهاته وتمثيلاته. . كما يتخذ من الحيوانات والآفات التي تصيب الإنسان كالعمى والبُكم والصم. . .
وما أشبه ذلك، يتخذ منه كذلك مادة لتشبيهاته وتمثيلاته.
ويتخذ من أحوال الحياة من غير هذه العناصر مادة يُشكِّل فيها التشبيه والتمثيل على نمط فريد. واتخذ كذلك من المعادن النفيسة مادة لتلك التشبيهات.
كما اتخذ من صفات البَشر من الرق والحرية وما أشبههما مادة لتشبيهاته،
وقد تكون الصورة المشبَّه بها مفروضة غير مدركة كتشبيه الإنفاق الخالص بسنبلة