* الجُناس يجامع فنوناً أخرى:
رأينا أن ابن أبى الإصبع قد مثل لما سماه جُناس المزاوجة بأمثلة هي بعينها
أمثلة المشاكلة.
ومنه نستطيع القول بأن الجُناس في القرآن قد يجامع المشاكلة.
كذلك فإن جُناس الاشتقاق قد جامع فيه الطباق في قوله تعالى:
(فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) .
وقوله تعالى: (واللهُ يَعْلمُ وَأنتُمْ لا تَعْلمُونَ) .
وجامع الجُناس الترديد في قوله تعالى: (لا يَسْتَوِى أصْحَابُ النًّارِ
وَأصْحَابُ الجَنًّةِ، أصْحَابُ الجَنًّةِ هُمُ الفَائِزُونَ) .
والترديد هو إيراد الكلمة بعينها مرتين، وبعضهم يخصها بالشعر، ولكن
العلوي وابن أبى الإصبع أجازا مجيء ذلك في النثر.
ومن أمثلته عند ابن أبى الإصبع قوله تعالى: (حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) .
وقوله تعالى: (حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) .
وقوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) .
ومن العجيب أن الآية الثانية جمعت بين ثلاثة فنون من فنون البديع فى
موضع واحد باعتبارات مختلفة:
١ - الطباق حيث وقع العلم منفياً مرة ومثبتاً أخرى، فهو من طباق السلب.