يقول ابن المنير مستخلصاً من كل ما سبق: "فقد وضح أن الواو في جميع
هذه المواضع المعدودة لغير ما زعمه هؤلاء، والله الموفق ".
* * *
[* إضافة:]
ْونضيف إلى ما ذكره ابن المنير ما يأتي:
إن الواو كما دخلت على: (والناهُونَ) دخلت على (والحَافظونَ) وهى
التاسعة فهلَّا قالوا بأنها واو التسعة، مشابهة لتلك؟ وحيث لم يسغ لهم
هذا القول فما الفرق - إذن - بنين الواوين الداخلتين على: (والناهُونَ) ،
(والحَافِظونَ) ؟
أرى أن ليس فيما ذكروه حُجة لهم على هذه الواو الذعاة.
ويوجه الزمخشري - فيما يذكر - التعبير. فيقول: " إن هذه الواو هي التى
تدخل على الجملة الواقعة صفة للنكرة كما تدخل على الواقعة حالاً عن المعرفة.
وفائدتها تأكيد لصوق الصفة بالموصوف.
وإن اتصافه بها أمر ثابت مستقر.
وهذه الواو هي التي آذنت بأن الذين قالوا:
(سَبعَة وَثَامِنُهُمْ كَلبُهُمْ) قالوا عن ثبات علم. وطمأنينه نفس.
ولم يرجموا بالظن كما رجم غيرهم.
والدليل عليه أن الله سبحانه أتبع القولين الأولين قوله: (رَجْماً بالغَيْب)
وأتبع القول الثالث قوله: (مَا يَعْلمُهُمْ إلا قَلِيلٌ) .
وأقول: إن الذي ذكره الزمخشري توجيه صائب.
ورأي سديد لائق بكتاب الله تعالى، وأنا مع مَن ينكر أن هذه الواو تسمى واو الثمانية. لأنه حتى ولو سلمنا به لاحتاج الأمر إلى توجيه آخر هو: