للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* هدفنا من النقد:]

والذي نهدف إليه من هذا كله هو أن ما جاء على لسان إبراهيم عليه السلام

ليس إلا مجاراة للخصم من حيث الظاهر، واستدراجاً إلى الإنكار عليهم بصور عملية يشاهدونها ويحسونها حتى يهتدوا إلى الإيمان الحق.

فإذا كان الكوكب وهو في السماء، والقمر وأثره في الكون ظاهر. والشمس وهي مصدر الدفء والنور. . إذا كانت هذه الأشياء العلوية الفائقة مرفوضة أن تكون أرباباً.

فما بالك بالتماثيل والأصنام التي كان يعبدها قوم إبراهيم؟

ذلك ما يمكن استخلاصه من القصة على وجه مقبول ملائم لمقام الرسالة،

وصيانة الرسل من الزيغ في أصل العقيدة المؤهلين لإبلاغها ونشرها.

* * *

[* قطب واحد:]

والآن - ويعد هذه المثل جميعاً - ما هي الطريقة التي سلكها القرآن فى

قضية التوحيد؟ إن محور العبرة في هذا المجال يدور حول قطب واحد.

مهما اختلفت النماذج وصياغة التعبير.

ذلك القطب يرتكز على جانبين:

أولهما: إثبات كل صفات الجلال والعظمة لله. بحيث يؤمن العقل بوجوده،

ويرفض أن يكون له شريك.

وكانت أدلة هذا الجانب مظاهر الكون من الخلق والإيجاد، والإحياء والإماتة، وإنزال الماء وإنبات الزرع المختلف الأحجام والألوان والطعوم.

وإرسال الرياح وتسيير السحاب وكشف الضر وإيصال النفع.

هذه مظاهر نُسِبت إلى الله، ولا تصح نسبتها إلا إليه.

إذن فهو موجود فى الواقع، وفي العقل، وفي النفس والوجدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>