وهى بهذا - جديدة متجددة دائماً - لا مدعاة للسآمة والملل - كما يزعم
المغرضون - بل فيها روح وطرافة.
كذلك فإن المعاني التي تتحدث عنها القصة القرآنية لم تكن لمجرد التهديد
أو التسلية.
ولكنها حقائق يُراد إثباتها لتؤدى دورها في كل عصر، متى توافرت
دواعيها.
والتكرار كما يقول جوستاف لوبون:" يُحولَ المكرر إلى معتقد ".
ولذلك كان التكرار وسيلة من أهم وسائل التربية والتثقيف.
* *
[* دواعي التكرار في القصة:]
يقول صاحب " البرهان " موجهاً لتكرار القصة في القرآن: " إن عادة
العرب في خطابتها إذا اهتمت بشيء - أرادت تحقيقه وقرب وقوعه أو قصدت الدعاء إليه. كررته توكيداً وكأنها تقيم تكراره مقام المقسَم عليه أو الاجتهاد فى الدعاء بحيث تقصد الدعاء. والقرآن نزل بلسانهم فكانت مخاطباته فيما بين بعضهم وبعض. وبهذا المسلك تستحكم الحُجة عليهم في عجزهم عن المعارضة ".
ويمضى الزركشي بعد هذا موضحاً لظاهرة التكرار في القرآن. ويسوق أدلة
من القرآن نفسه لبيان صحة ما يقول هو عنه. بَيْدَ أنه لم يأت بمثال واحد يحلل فيه التكرار في الأسلوب القرآني وإن لم يفته أهم غرض فيه وهو إفادته التقرير