[* لماذا حذف " يا " مع " رب "؟]
ونضيف إلى ما ذكره الدكتور بدوي: إن هذه الكلمة " رب " أكثر استعمالاً
من غيرها في الدعاء. فروعي فيها من جهات التخفيف ما يجعلها أطوع فى
الألسنة. وأسهل في مجارى الحديث.
ولم يقتصر حذف أداة النداء في القرآن الكريم على كلمة " رب " فحسب،
بل جاء ذلك في مواضع كثيرة غيرها مثل: (يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) .
ومثل: (طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (٢) .
ومثل: (يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا) .
والأصل يا يس ويا طه ويا يوسف. . وقد كسا الحذف - هنا - العبارات
فخامة وخلابة.
* *
* إيثار " الياء ":
ولعل السر في إيثار القرآن الكريم لحرف النداء " يا " دون غيره.
لأن هذه الأداة تكون الوسيلة الطبيعية في النداء.
إذ هي أكثرها استعمالاً عند الخاصة والعامة.
ولأنها أم الباب، ولأنها أخف أحرف النداء في النطق، لأنها تبدو
فى خفة حركتها كأنها صوت واحد، لانطلاق اللسان بمدها دون أن يستأنف
عملاً.
أما الأربع الأخر - وهي الهمزة وأيا وهيا وأي - فإن كلا منها يبدأ بحرف من
حروف الحلق. وهي أثقل الأصوات نطقا.
* *