هذا المعنى بعد الحذف.
والثاني: اعتبار الحرف محذوفاً بالقياس على موضع
آخر مماثل ورد فيه الحرف دون حذف.
فمن النوع الأول: حذف حرف النداء " الياء " كثيراً في القرآن الكريم حيث لم يأت في القرآن أداة نداء سواه. ولأن العلماء صرحوا على أن أداة النداء إذا حذفت وجب أن يقدر المحذوف ياءً. لأنها أم الباب.
وقد التزم القرآن الكريم حذف أداة النداء " الياء " مع كلمة " رب " خاصة
فى كل موضع وردت فيه على هذا الوجه إلا في موضعين:
الآية (٣٠) من سورة الفرقان. وهي قوله: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (٣٠) .
والآية (٨٨) من سورة الزخرف، وهي قوله:
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (٨٨) .
وقد قصر الدكتور أحمد أحمد بدوي إذ يقول:
" وعلى كثرة ما نودى الرب في القرآن لم أعثر عليه مسبوقاً بحرف النداء إلا
فى تلك الآية الكريمة: (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (٨٨) .
" ويبدو أنه لم يتتبع مواضعها. وإلا لم يقع في هذا القصور حيث صرَّح
بسبقه في آية الزخرف فحسب ".
وقد اهتدى الدكتور بدوي إلى تعليل مقبول لسر حذف أداة النداء " الياء "
مع " رب " إذ يرى أن سر الحذف فيه للمبالغة في تصوير قُرب المنادَى
" رب " حيث إن معناه: المربي والسيد والمالك. وهو بهذه المعاني من شأنه أن يكون قريباً حاضراً لا يحتاج في ندائه إلى وسائط.
* *