للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو نواس:

وَأخفْتَ أهلُ الشِرْكَ حَتى أنهُ. . . لتَخَافَكَ النُطفُ التِي لم تُخلقْ

وهذا البيت معيب " لما في ذلك من الغلو والإفراط الخارج عن الحقيقة ".

* *

[* صحة التقسيم:]

وصحة التقسيم جاء في الكتاب الحكيم على أبلغ وجه، وأصح منهج كقوله: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفاً وَطمَعاً) .

وقوله تعالى: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) .

الآية الأولى: تبين قسمى أثر البرق عند الناس.

والآية الثانية: تبين أقسام الناس يوم العرض، فهم ثلاثة لا رابع لهم.

فهذه قسمة صحيحة.

وقد أخطأ بعض الشعراء عندما تناولوا هذا الفن. مثل قول البحترى:

قِفْ مَشُوقاً أوْ مُسْعِداً أوْ حَزِيناً. . . أو مُعِيناً أوْ عَاذرِاً أو عَذُولا

قال ابن الأثير: " فإن المشوق يكون حزيناً والمسعد يكون معيناً، وكذلك

يكون عاذراً. . وكثيراً ما يقع البحترى في مثل ذلك ".

وعابوا قول أبى الطيب:

فَافْخَر فَإن الناسَ فَيكَ ثَلاَثَة. . . مُسْتَعْظِمٌ أوْ حَاسِدٌ أو جَاهِلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>