وهذا الكون يسير على نظام دقيق لا تخلف فيه، تصرف منسوب إلى إله
عظيم القُدرة، مطلق الإرادة. إذن فهو واحد ليس له شريك في الواقع.
وفى العقل، وفي النفس والوجدان.
ثانيهما: إثبات صفات العجز المطلق، والضعف المهين، والشلل الكلي عن
كل حركة، نافعة أو ضارة. لتلك الأصنام التي يدعونها آلهة.
إذن فليست هى آلهة في الواقع، وفي العقل، وفي النفس والوجدان.
وإذا ثبت أنها ليست آلهة، لأنها مخلوقة لا خالقة، مقدور عليها لا قادرة،
إذن فهى ليست شريكة للهِ في الواقع، وفي العقل، وفي النفس والوجدان.
[* المشكلة الثانية - قضية البعث:]
فى المشكلة السابقة - مشكلة تعدد الآلهة والتوحيد - اعتمد المشركون فيما
اعتمدوا على شُبهة هي أقوى ما عندهم وأضعف ما يعتمدون عليه في نفس
الوقت، تلك الشُّبهة هي شُبهة التقليد الأعمى لا وجدوا عليه آباءهم.
لقد رددوا هذه الشُّبهة كثيراً كلما دعاهم الدعاة إلى توحيد الله، وترك ما هم فيه من ضلال.
وفي هذه المشكلة اعتمدوا كذلك على شُبهة واحدة هي أقوى ما يمكن أن يُقال لدى منكرى البعث، وهي - كذلك - أضعف شُبهة يمكن أن تقف أمام تقرير هذه الحقيقة في الواقع وفي الاعتقاد
وكافيك من خصم أقوى ما لديه من دليل أضعف ما يمكن أن يعترض به
عليك.
ولقد ناقش القرآن شُبهتهم هذه ودحضها بما ساق من براهين قوية.
وحجج مفحمة.
ولنذكر شواهد ذلك فيه. .