للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلمة تصوره، فقد اشتملت الآية الأخيرة على الفعل المضارع الواقع في حيز النفى (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ (وهنا ربما وهم الواهمون أن جزاء هؤلاء مقصور على ما ذكرَ فيما مضى من النص. ولكن هذا الوهم مدفوع بالاستثناء (إلا عَذَاباً) .

فالزيادة المنفية هي الزيادة التي من جنس الرحمة.

أما الزيادة التي من جنس العذاب فلاحقة بهم ما دامت السموات والأرض. وفي هذا من تبكيتهم وحسرتهم ما لا يخفى.

ومثله: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩) .

هذه مثل. وغيرها كثير. لم نرد بذكرها الاستقراء التام. بل نماذج وشاهد

صدق على ما نقول.

* *

[* الذم:]

ويقرب من مقام التهديد والوعيد، مقام الهجاء والذم، ومن أمثلة ذلك:

(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>