[* خصائص أسلوب القرآن عند دراز:]
(أ) ، (ب) القصد في اللفظ. . والوفاء بحق المعنى:
هذه خاصة لم تُعرف لغير القرآن. فإن أبلغ البلغاء من الناس لا يستطيع أن
يأتى بكلام لفظه قليل، ومعناه واف وهو إن اتفق له في الموضع الواحد
والموضعين، فلا يتفق له في جملة كلام. شعراً أو نثراً. وما هو بحاصل إلا على كلام نسبى غير مطرد، بحسب ما أوتِىَ من إلهام وتوفيق.
فأبلغ البلغاء إذا حفل باللفظ أضر بالمعنى، وإذا حفل بالمعنى أضر باللفظ. نهايتان مَن حاول أن يجمع بينهما وقف منهما موقف الزوج بين ضرتين، لا يستطيع أن يعدل بينهما دون ميل إلى إحداهما.
خذ من القرآن مقداراً من الكلام. وقارنه بما يساويه من كلام البلغاء تجد
عجباً. ثم انظر أي الكلامين تستطيع أن تتناوله بالتعديل أو التبديل دون أن
تخل بمعناه؟
ولو نزعتَ منه - أي القرآن - لفظة. ثم أدرت لسان العرب لتضع موضعها
لفظة أحسن منها لم تجد ".
(جـ) ، (د) خطاب العامة. . وخطاب الخاصة:
وهاتان غايتان تقصر عنهما همم الناس، فمَن يخاطب منهم الأذكياء
بالواضح المكشوف نزل بهم مستوى لا يرضونه.
ومَن يخاطب العامة باللمحة والإشارة حملهم على ما لا يطيقون.
فلا بدَّ من التفرقة في الخطاب بين المقامين،. ولا يوجد في الناس مَن يُحسن
هذا كائناً مَن كان. لا تجد ذلك على أتمه إلا في القرآن الكريم.
هو متعة العامة ونزهة الخاصة، ميسَّر لكل مَن أراد.