[* توجيه النص مع الحذف وعدمه:]
تعددت الآراء في توجيه ذلك. .
ففريق يقولون: إنها واو الثمانية (١) . .
ويذكرون على ذلك أمثلة من القرآن الكريم اتفق لهم فيها مجيء هذه الواو فيما هو مظنة ذلك.
منها: أن الله يقول فى شأن أبواب الجنة: (وَفُتحَتْ أبْوَابُهَا) ،
وفي أبواب النار: (فُتِحَتْ أبْوَابُهَا)
وأبواب الجنَة ثمانية وأبواب النار ودركاتها - سبعة.
ومنها قوله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢) .
وعدُّوا منها - كذلك: (ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥) .
لأن " أبكاراً " ثامن كذلك. .
[* رد ابن المنير على هذا الرأي:]
وقد شنع ابن المنير على مَن يقول بواو الثمانية هذه ولم يرضه.
وناقش أدلتهم وانتهى من المناقشة بأن ما زعموه من وجود واو ثمانية في اللغة العربية غير مُسلم. وأن كل واو جاءت في موضع مما يستدلون به هي لغير ما يرون.
فالواو فى: (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) للربط بين الصفتين المتعاطفتين.
ويؤيد رأيه بأن هذه الواو صاحبت هاتين الصفتين في جميع استعمالاتهما مثل: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ، و (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) .
والواو في قوله تعالى: (ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) للتقسيم.
ولو حذفت لذهب المعنى المراد.
(١) واو الثمانية هي التي تعطف الثامن على السابع.