[* كنايات القرآن عما يقبح التصريح به:]
ومن شواهد اختيار اللفظ في القرآن الكريم أنه يُكَنى عما يكون بين الرجل
وزوجه بألفاظ غاية في النزاهة والشرف.
فمرة يُكَنى عنه بالإتيان.
وذلك فى قوله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) .
ومرة يُكَنًى عنه بالرفث. قال: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ)
وأخرى بالتغشية قال: (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ) .
وتارة بالقربان قال: (. . وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتى يَطهُرْنَ. . .) .
وأخرى باللمس، قال: (أوْ لَامَسْتُمُ النِّساءَ) .
كما كنى عنه بالمس وذلك في الموضعين الآتيين: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧) .
وقال: (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠) .
وظاهر أن هذه الإطلاقات إنما هي في جانب الحلال.
ومثلها التكنية عنه بالنكاح في مواضع كثيرة.
كقوله تعالى في سورة النساء: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) .
ويطول بنا الحديث لو رحنا نذكر مواضع ورود هذه الكلمة فلنكتف بهذا المثال.