وقد ذكِر هذا المعنى في سورتى البقرة وطه. ولم يخالف هذا المنهج إلا فى
الأعراف حيث ذكِر فيها الهبوط ولم يُذكر ترقب الهُدى.
ولعل السر في ذلك أن طه نزلت بعد الأعراف مباشرة فأُرجئ ذلك إليها.
كذلك فإن إعلان توبة الله على آدم عليه السلام قرينة ذكر الهُدى وترقبه ذلك فى البقرة وطه.
إن المنهج القرآني يسبر على اعتبارات دقيقة في بناء القصة وائتلاف أجزائها،
وتظهر هذه الجوانب الحكيمة كلما أطال الباحث النظر في نصوصه وقارن ودرس واستنتج.
وفوق هذه العناصر المشتركة بين كل النصوص. ثم المشتركة بين مجموعة دون أخرى نجد لكل نص ملامح خاصة لم تأت فيما عداه. فما هي إذن؟
* * *
[* الملامح الخاصة بكل مصدر من مصادر قصة آدم:]
نضرب مثلا، ولا نستقصي. وليكن ذلك بحسب وضع السور فى المصحف،
ولنبدأ بسورة البقرة.
إن العهد بهذه السورة ليس ببعيد. إذ يكاد ما جاء بها يكون ملامح خاصة
لها. . فليس فيها مكرر سوى أمر السجود والهبوط وترقب الهُدَى.
وما عدا ذلك فخاص بها.
والأعراف: اختُصت فيما اختُصت به بذكر تندم آدم وحواء ودعائهما الله
بالمغفرة والرحمة وإلا كانا من الخاسرين.
والحِجْر: اختُصت بذكر الصلصال والحمأ المسنون. وبذكر السبعة الأبواب
للنار وأن لكل باب جزءاً مقسوماً.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute