ولم يخرج الزمخشري عما فصله أبو السعود. فاليومان في " الحج "
و" السجدة " الأرجح عندهما أنهما غير يوم القيامة.
ويوم " المعارج " الأظهر أنه يوم القيامة عند الزمخشري،
أما أبو السعود فهو عنده مجرد احتمال.
[* والخلاصة:]
أن النظم القرآني في المواضع الثلاثة ليس فيه دلالة قطع على أن المراد
باليوم فيه هو يوم القيامة أو غيره من أيام يعلمها الله. والذي يبدو من ظاهر
الآيات وسياق الكلام الذي وردت فيه أن اليوم المذكور في آية " الحج "
هو يوم من أيام عذاب الله الكافرين.
والمعنى: أن يوماً واحداً منها عظيم في شدة
وقعه عليهم لدرجة أن ما ينالهم فيه من عذاب لا ينال مثله إلا في ألف سنة من أيامنا المعهودة. لأن أيام الشدائد تطول على حد قول الشاعر:
كِلِينِى لِهمٍّ يَا أُمَيْمَةُ قَاتِلِى. . . وَليْلٍ أُقَاسِيه بَطِيءِ الكَوَاكِبِ
وقول الآخر:
فِى ليْلِ صَولٍ تَنَاهَى العَرْض وَالطُولُ. . . كَأنمَا ليْلُهُ بِالحَشْرِ مَوْصُولُ
أما اليومان اللذان في " السجدة " و " المعارج " فيتبادر تعلقهما بالعروج،
وعلى ذلك فإن العروج نوعان:
نوع يتم في يوم يعادل ألف سنة من دورة الفلك.
وقد سبق تفسير ذلك عند الخطيب الإسكافي.
ونوع يتم فيما يعادل خمسين ألف سنة. وحقيقة ذلك مما يعلم الله وحده.
إما إرادة يوم القيامة بيوم آية " الحج " فبعيدة. وكذلك آية " السجدة "
وإن كان احتمال إرادة يوم القيامة فيه
- أي اليوم المذكور في آية " السجدة "-
قوياً بخلاف ما في آية " الحج ".