وقد ذكر القرآن مع كل نوع ما يلائمه. فجاءت الفاصلة مع الآيات التاريخية والأثرية " أفلا يسمعون "
وجاءت مع الآيات الحاضرة " أفلا يبصرون ".
ففى الأولى نفى للسمع على سبيل التوبيخ.
وفي الثانية نفى للبصر الذي هو سبيل المشاهدة والتبصر.
وقال: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٩٧) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (٩٨) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩) .
* * *
[* اختلاف الفواصل لاختلاف المعاني:]
سيقت هذه الآيات الثلاث تذكيراً للناس بنعَم الله عليهم كل آية تُصور لوناً
من ألوان النعيم. ومع ذلك جاءت فواصلها مختلفة وكل منها واقع موقعه من
البيان البليغ. فحساب النجوم والأفلاك في الأولى مختص بالعلماء فناسب أن
تكون فاصلته: " لقوم يعلمون ".
وخلق الإنسان من نفس واحدة. وتكثيره ونهيئة الرزق له. وتدبير أمره فى
الحياة ثم القضاء عليه بالموت. أمور لا تقوم على حدود رياضية. بل على
التأإمل والاستنتاج، وإمعان النظر وتكرار التأمل والفكر، فناسب أن تكون
فاصلته: " لقوم يفقهون " لأن الفقه أدق من مجرد العلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute