وقد وضع السكاكي لهذا الموضع شرطاً قال: " وحق هذا تطويل الكلام فى
المسند وإلا لم يحسن ".
٥ - وزاد السعد في المطول: ومما يقتضي تقديمه - أي المسند - تضمنه
للاستفهام نحو: كيف زيد. أو:
٦ - كونه أهم عند المتكلم. وقد نبَّه السعد على أن الصنف أهمل هذين
النوعين ثم التمس له عذراً.
وتقدم التخصيص يقتضي الاهتمام دائماً بالمقدم.
ولذلك قدروا المحذوف فى قوله تعالى: (بسْم الله) مؤخراً ليصح تقديم الجار والمجرور.
أما تقديم الفعل عليها في قَوله تعالَى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) .
فقد خرج على وجهين:
أولهما: أن تقديم الفعل - هنا - أولى لكونها أول سورة نزلت وهي تأمر
بالقراءة.
من هنا كان الفعل أولى بالتقديم.
ثانيهما: وهو السكاكي: أن الجار والمجرور (بِاسْمِ رَبِّكَ) متعلق
بـ: (اقْرَأْ) الثانية. ومعنى الأول: أفعل القراء. وأوجَدها.
ولم يرض الخطيب رأى السكاكي، فعقب عليه بقوله: " وهو بعيد "
لكنه لم يبيَن وجه بُعده. ولعله يريد بوجه البُعد طول الفصل بين العامل
والمعمول. إذ بينهما جملتان.
ثالثاً - تقديم بعض المعمولات على بعض:
ومن أسباب هذا التقديم:
١ - أن يكون التقديم - فيما قُدم - هو الأصل، ولا مقتضى للعدول عنه،
كتقديم الفاعل على المفعول.
وتقديم المفعول الأول على الثاني، لأن في الأول معنى الفاعلية.