للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصل مستعمل في المحسوسات والمراد منهما في الآية - كما يرى العلامة

أبو السعود: " يحتمل كل قطيعة لا يرضى الله سبحانه وتعالى بها كقطع

الرحم، ومعاداة المؤمنين، والتفرقة بين الأنبياء عليهم السلام، والكتب في عدم التصديق، وترك الجماعات المفروضة وسائر ما فيه رفض خير، أو تعاطى شر، فإنه يقطع ما بين الله تعالى وبين العبد من الوصلة التي هي مقصودة بالذات من كل وصل وفصل ".

وهذه كما ترى أمور معنوية قد عُبِّرَ عنها بما يُعبر به عن الحسية جرياً على

سُنة القرآن في التصوير والتشخيص.

وقد وردت المادة " ق ط ع " على سبيل المجاز وعلى سبيل الحقيقة.

فمن المجاز ما ورد في هذه الآية: (وَيَقْطعُونَ مَا أمَرَ اللهُ به أن يُوصَلَ) ،

ونوع المجاز فيه استعارى حيث شبَّه تركهم ما أمر الله به أنَ يَؤتى بقطع ما هو

موصول متماسك. والقرينة حالية إذ سياق الحديث في التكاليف الشرعية.

والجامع بين المستعار منه والمستعار له زوال الأثر في كل.

فالموصول إذا قطع ذهبت قوته والانتفاع به، وما أمر الله به أن يؤتى إذا ترك زال أثره من رضوان الله وإثابته.

* قطع ووصل في القرآن:

وقد طابق القرآن بين القطع والوصل. كما طابق بين: " ينقضون "

و" ميثاقه " إذا أخذنا برأى مَن يقول: إن الميثاق المراد به التوثقة كالميعاد

المراد به الوعد - والاستعارة تصريحية تبعية. .

ومن استعمالات القرآن المجازية لهذه الكلمة النصوص الآتية:

<<  <  ج: ص:  >  >>