وتحدثتُ عنها كذلك. ثم الملامح الخاصة بكل نص. وكانت النتيجة أن سياق كل نص قد اقتضاه، وأنه ما من نص منها إلا اشتمل على جديد لم يرد فى غيره ولو كان هذا النص آية واحدة كما في آية الكهف وبذلك بان للباحث نفى الفضول عما ورد في القرآن مكرراً. بل هو سر من أسرار إعجازه.
والفصل الرابع. ترجمت له بـ " خصائص يغلب عليها جانب المعاني ".
ودرستُ فيه كذلك خمس خصائص: ثراء معاني القرآن - دقة النظم - اختلاف الأغراض - الإقناع والإمتاع - التصوير والتشخيص.
ففى مجال ثراء المعاني أوضحتُ أن القرآن قد يستعمل اللفظ الواحد في ما
يقرب من عشرين معنى كلفظي:" الهدى " و " السوء "، وقد يوضع اللفظ
الواحد ويراد به معان متعددة دون تعدد اللفظ ككلمة " حساب " في قوله
تعالى:(يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ، وأوضحت أن تلك المعاني
المرادة لا تتنافى مع طبيعة اللغة ولا مع مقاصد الشرع، فهى إذن فضيلة بيانية
مطلوبة. كما بينتُ دور القراءات وجمل القرآن في ثراء معانيه وتعدد جهات
فهمه، وفي مجال دقة النظم ذكرتُ بعض ما قاله العلماء قدماء ومعاصرين،
وخطوتُ بمثال عندهم خطوة أخرى إلى الأمام.
وهو آية المحرمات من النساء وهى آية لا مجال في مثلها للإبداع المجازى وغيره، ومع هذا فقد اشتملت على أسرار آسرة، كما حللت سورة الغاشية تحليلاً شاملاً بيَّنتُ فيه جهات الترابط الوثيق بين معاني تلك السورة. كما قمتُ بعمل جديد هو البحث عن العلاقة بين سورة وبين جارتيها في المصحف وبين جارتيها في النزول، تلك السورة هى " الكوثر "، وقد أسفرت التجربة عن وجود روابط قوية بين السورة وما تقدم
عليها وما تأخر عنها في المصحف،: ما تقدم وما تأخر عنها في النزول، وبذلك تبدو وحدة النسج بين سور القرآن وكلماته على أي وجه طُلِبت تلك الوحدة.