وضع الواسطى كتاباً في الإعجاز ذكره ابن النديم وابن العماد
وحاجى خليفة، وعنوانه:" إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه".
وعنوان الكتاب موح بأن الواسطى كان يقول بالإعجاز البياني الأدبي رافضا
ما عداه.
ويؤيد هذا المحمل أن عبد القاهر الجرجانى شرح كتاب الواسطى شرحين،
وعبد القاهر من أبرز القائلين بالإعجاز الأدبي البياني، وبحوثه في نظرية النظم
معروفة. وهذا يدل على أن عبد القاهر كان معجباً بآراء الواسطى، وأنه ربما
انتفع بها في وضع كتابه " دلائل الإعجاز " فهما إذن متفقان مذهباً.
وقد مال إلى هذا الرأي بعض المحدثين. ومع هذا فإن الجزم بهذا الحكم
غير مستساغ لضياع كتاب الواسطى نفسه، ولضياع شرحى الجرجانى عليه.
* * *
٢ - الرماني:
سبقت الإشارة إلى أن الرماني يرجع وجوه الإعجاز إلى سبع جهات.
إحداها الصرفة وهي أمر خارج عن حقيقة القرآن كما سبق، لكنه لم يتحمس للصرفة كما تحمس لغيرها خاصة البلاغة التي جعلها وجهاً من وجوه الإعجاز، ثم قسمها عشرة أقسام وتناول كل قسم منها بالشرح والتمثيل فكان بارعاً فى ذلك كله.