للتبليغ وهو معقول. والجامع التأثير وهو أبلغ من " بَلغ ".
وإن كان بمعناه؛ لأن تأثير الصدع أبلغ من تأثير التبليغ،
والصدع يؤثر جزماً ".
وقد فاته أن يحلل المجاز في " ضُرِبَتْ " وهو تعبير له دور مهم في رسم
الصورة الأدبية التي أوحت بها الآية الكريمة.
أما تحليله للآية الثانية:(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) فقد كان رائعاً
كما ترى.
وقال في باب التشبيه:(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ. .) فإن فيه عشر جُمل وقع التركيب من مجموعها بحيث لو سقط
منها شيء اختل التشبيه. إذ المقصود تشبيه حال الدنيا - في سرعة تعفيها
وانقراض نعيمها، واغترار الناس بها - بحال ماء نزل من السماء، وأنبت
أنواع العُشب، وزُيِّنَ بزخرفها وجه الأرض كالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة، حتى إذا طمع أهلها فيها، وظنوا أنها مسلَّمة من الجوائح أتاها بأس الله فجأة، فكأنها لم تكن بالأمس.
وقال بعضهم: وجه تشبيه الدنيا بالماء أمران:
أحدهما: أن الماء إذا أخذتَ منه أكثر من حاجتك تضررتَ، وإن أخذت قدر
الحاجة انتفعتَ به، فكذلك الدنيا.
والثاني: أن الماء إذا أطبقتَ عليه كفك لتحفظه لم يحصل فيه شيء، فكذلك
الدنيا ".
وفي هذا القول تسامح لأن المشبه به هو جملة التركيب لا الماء وحده.