وقد حاولت جهد ما أستطيع أن أكشف عن شيء من تلك الخصائص
التي تسرى بين وحدات كل مجموعة وكان مرجعى في ذلك هو القرآن نفسه.
وهذه براعة استهلال. ذات دلالات بيانية تضاف إلى وجوه إعجازه وجمال
أسلوبه وسحر بيانه.
* * *
٢ - فواصل القرآن:
فاصلة الآية هي آخر كلمة فيها. وللعلماء تعريفات متعددة في تحديد معنى
الفاصلة فمرة يُعرفونها بأنها كلمة آخر الآية كقافية الشعر وقرينية السجع،
وقال الدانى: هي كلمة آخر الجملة. والفرق بين التعريفين واضح.
الأول يخص الفاصلة بآخر الآية وهو ما عليه العمل، والثاني يعتبر الفاصلة كلمة آخر الجملة سواء أكانت هذه الجملة في أول الآية أو وسطها أو آخرها فهو غير مانع إذ تدخل فيه الفاصلة اللغوية مع الفاصلة الاصطلاحية وهذا عيب في التعريف.
لذلك نقده الجعبرى فقال:" وهذا خلاف المصطلح ولا دليل له في تمثيل
سيبويه بـ (يَوْمَ يَأتِ) و (مَا كُنا نَبْغِ) . وليسا رأسي آية
لأن مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية ".
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني:" الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع
بها إفهام المعنى.
ولعل عِلَّة التسمية " فاصلة " لأنها تفصل بين الآي، وتميز بينهاً.