ثانياً: أن يأتوا بجديد من الأدلة التي تؤيد وجهتهم فضلاً عن رد شُبه
المانعين. وهذا هو الذي فعلوه فلننظر في أقوالهم.
يقول ابن الأثير: ". . وإلا لو كان مذموماً - يعنى السجع - لما ورد فى
القرآن الكريم. فإنه قد أتى منه بالكثير حتى إنه ليؤتى بالسورة كلها
مسجوعة. كسورتى الرحمن والقمر. وغيرهما. .
وبالجملة فلم تخل منه سورة من السور ".
ويقول أبو هلال العسكرى: " جميع ما في القرآن الكريم مما يجرى على
التسجيع والازدواج مخالف في تمكين المعنى وصفاء اللفظ، وتضمن الطلاوة
والماء لما يجرى مجراه من كلام الخلق ".
وكذلك يقول صاحب " الطراز "، وابن النفيس، وهما إنما يدفعان ما ذكره
المانعون من شُبَه ولم يأتيا بجديد يؤيد هذه الوجهة.
أي أنهما يدوران فى مجال العمل الأول فحسب.
وجاء ابن سنان الخفاجى فأتى بالعملين معاً. رد شُبه المانعين. وإِثبات جديد من الأدلة ليس في وسع منصف إنكارها، فكان أكثر النقاد حسماً للخلاف. وأشدهم حماساً لإثبات السجع في القرآن الكريم. ك
ان منهجه على النحو التالى:.
١ - بدأ بذكر مذاهب المانعين. وذكر عبارة الرماني: " الفواصل بلاغة،
والسجع عيب ". وفند أدلتهم واحداً واحداً.
٢ - فرق بين الفواصل والأسجاع تفرقة فنية بأن الأسجاع حروف متماثلة فى مقاطع الفصول أما الفواصل فمنها ما يكون متماثل الحروف ومنها ما يكون متقارب الحروف. فالأول سجع والثاني فاصلة.
وكلا النوعين إما أن يأتى طبعاً سهلاً تابعاً لمعناه، وإما أن يأتى على الضد.
فالأول محمود والثاني مذموم.