للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَأنًىَ لمْ أركَبْ جَواداً وَلمْ أقُلْ. . . لِخَيْلِىَ كُرى كَرة بَعْدَ إجْفَالِ

وَلمْ أسْبأ الزقَ الروِي لِلذةٍ. . . وَلمْ أتَبَطنْ كَاعِباً ذاتَ خُلخَالِ

وأن يقول المتنبي:

وَقَفْتَ وَمَا فِى الموتِ شَكٌّ لِوَاقِف. . . وَوَجْهُكَ وَضاحٌ وَثَغْرُكَ بَاسِمُ

تَمُر بِكَ الأبْطالُ كَلمَى جَرِيَحةً. . . كَأئكَ فِى جَفْنِ الردَى وَهُوَ نَائِمُ

وقد صوب بعض النقاد نقد سيف الدولة، منهم ابن طبَاطبَا إذ يقول: " هما

بيتان حسنان، ولو وضع مصراع كل واحد منهما مكان الآخر لكان أشكل

وأدخل في استواء النسيج ".

لكن المتنبي لم يُسَلِّم بهذا الحكم في شِعره، وشِعر امرئ القيس ولم يمنعه

صدوره من السلطان أن يدفع التخطئة الموجهة إليهما.

وابن رشيق في " العمدة "

ينتصر لقول المتنبي بعد أن ساق الرواية بأسلوب آخر فقال:

" قول امرئ القيس أصوب، ومعناه أعز وأغرب، لأن اللذة التي ذكرها إنما هي للصيد، ثم حكى عن شبابه وغشيانه النساء، فجمع في البيت معنيين ولو نظمه على ما قال المعترض لنقص فائدة عظيمة وفضيلة شريفة تدل على السلطان، وكذلك البيت الثاني لو نظمه على ما قال لكان ذكر اللذة حشواً لأن الزِّق لا يُسبأ إلا للذة.

فامرؤ القيس وصف نفسه بالقتوة والشجاعة. بعد وصفها بالتملك

والرفاهة".

وقد رجح بعض النقاد قول الشاعرين على ما هما عليه لورود نظيرهما فى

القرآن الكريم وكان دليله في ذلك آيتى (طه) المتقدمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>