بقى النوع الثالث من هذه الفواصل. وهو ما تعلق فيه بكلمة الفاصلة
معمولات غير الفاعل. وحذفت مقدراً ذكِرها، أو ذكِرت ومع ذكرها لم تطل جملة الفاصلة بل حافظت على سرعة إيقاعها وقصرها.
وظاهر من هذا العرض أن هذا النوع على ضربين.
أولهما: ما ذكرت فيه تلك المتعلقات وأمثلته كثيرة.
منها قوله تعالى: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢) .
وقوله: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (٤) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (٦) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (١٢) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (١٤) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (١٥) .
بنيت فواصل هذه السورة جميعها على الهاء الذي هو ضمير المؤنثة الغائبة
وقد اختلف موقع هذا الضمير من الإعراب لكنه لا يخرج عن حالتين:
الأولى: أن يكون في محل الجر بالإضافة.
الثانية: أن يكون في محل النصب على المفعولية - وهذا هو الغالب عليه -
وهو في الحالتين معمول لعامل أساسى في بناء الآية.
ومثل هذه السورة فى اتحاد الفاصلة على حرف واحد سورة " الناس ".
وثانيهما: وهو ما حذف فيه المتعلق ومثاله: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨) .
" وهذا النوع أقل وروداً من سابقه. وهو موجود متناثراً مع غيره من