فكان لفظ يحمل معه تجربة عامة أصلية. كانت السبب المؤثر في الوضع
اللغوي، ولعل هذه التجارب هي التي حدت ببعض اللغويين إلى القول بأن
بين الألفاظ ومدلولاتها تلازماً طبيعياً.
وقد يحمل اللفظ معه تجربة خاصة طارئه "فكلمة " سجن " أو " حبس "
تثير في النفس شعور القلق والنفور. . . وهذه تجربة أصلية عامة.
وقد تثير هذه الكلمة - سجن - لشعور الابتهاج السرور إذا كان بين مَن يسمعها إنسان قد عمل في السجن، وترقى في درجات الوظائف فيه.
وعاد عليه نفع كبير طيلة توليه عمله به. أو تمتع فيه بإدارة عمل حققت له نجاحا وشُهرة.
وهذه تجربة طارئة خاصة لا يحس بها إلا مَن كانت له هذه الصفة.
فإذا سمع هذه الكلمة آخر كان قد أمضى عقوبة في السجن وذاق في أثنائها ألوان العذاب والبؤس. فإنه يكاد يطير فزعاً لما تثيره فيه هذه الكلمة من الظلال الرهيبة، والذكريات الأليمة. . وذلك لاختلاف التجرية عند الرجلين فاختلفت آثار الكلمة فى النفس، وتباينت قيمتها الشعورية. .
كل حسب تجربته الخاصة فهذه كلمة واحده، لكن معناها النفسي يختلف من فرد إلى آخر، لأنه معنى ذاتى خاص مقيَّد بتجارب الشخص نفسه.
فالمعنى النفسي للفظ إحساس وشعور خاص وليد التجارب، والتجارب
تختلف. فهو معنى قانوى إذا ما قيس بالمعنى الواقعى لمدلول الألفاظ.
ويراد بالمعنى الواقعى: الخصائص التي استفيدت من التجارب الأصلية