" والألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة. ولا من حيث هي كلم
مفردة، ولكن الألفاظ تثبت لها الفضيلة وخلافها في ملاءمة معنى اللفظة لعنى
التي تليها، أو ما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ، ومما يشهد لذلك
أنك ترى الكلمة تروقك وتؤنسك في موضع، ثم تراها بعينها تثقل عليك فى
موضع آخر ".
وتقوم فلسفة الجملة اللغوية على قاعدة مؤداها أن تكشف العلاقة بين مفردين
حقيقة أو تقديراً. حقيقة في الاسمية وتقديراً في الفعلية. وهذا هو أبسط
تصور للجملة. فإذا تجاور مفردان على جهة من جهات الارتباط المعتبرة فى
تكوين الجملة. صار ذلك المفردان " جملة " أو ألفاظاً مركبة تؤدى معنى من
أجله صيغ التركيب.
وأنواع الكلمات المكونة للجملة اسم أو فعل. لأن الاسم والفعل لهما دلالة
مستقلة كل واحد على حدة. ولا يدخل الحرف في تكوينها الأساسى لعدم دلالته على معنى مستقل يمكن جعله ركناً في جملة التركيب.
وقد تنوعت الجملة فى اللغة العربية إلى هذين النوعين:
جملة اسمية: وهي ما كان المسند إليه فيها اسماً مقدماً على المسند حقيقة
أو تقديراً، سواء أكان المسند اسماً كذلك أو جملة أو شبه جملة.
وهي تدل على ثبوت المعنى المؤدية له.
وجملة فعلية: وهي ما كان المسنَد إليه فيها اسماً مؤخراً على المسنَد
" الفعل " ضرورة. . وتدل على تجدد المعنى المؤدية له وعلى حدوثه.
وقد تقترن كلتا الجملتين بعناصر ثانوية - بعد ركنى الإسناد - تزيد المعنى
وضوحاً. . وترتيب تلك العناصر في الذكر راجع إلى قانون تنظيمى " نحوي "، أو إلى اعتبار معنوي " بلاغى ". . ولاَ يجرى العمل فيها دونما توجيه.
والمنهج الذي تقوم عليه الجملة في اللغة العربية يختلف باختلاف نوع الجملة
نفسها.
فإن كانت فعلية كان تكوينها على النحو الآتى: