للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحياءً: حيث عاش هؤلاء على القيام بالطاعات، وأولئك على ركوب

المعاصي.

ومماتاً: حيث مات هؤلاء على البشر بالرحمة والوصول إلى ثواب الله

ورضوانه وأولئك على اليأس من رحمة الله، والوصول إلى هول ما أعد لهم.

الثاني: إنكار أن يستووا في الممات كما استووا في الحياة، لأن المسيئين

مستو محياهم في الرزق والصحة. كما يرزق المحسنون ويصحون.

وإنما يفترقون في الممات.

الثالث: أن يكون: (سَواءً محْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ) كلاماً مستأنفاً

على معنى: أن محيا المسيئين ومماتهم سواء، وكذلك محيا المحسنين ومماتهم.

كل يموت على حسب ما عاش عليه.

وقال سبحانه: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (١٥) .

قال العلامة أبو السعود في بيان هذه الآية: ". .

والمعنى أنه تعالى ناصر لرسوله في الدنيا والآخرة. من غير صارف يلويه وعاطف يثنيه.

فمَنْ كان يغيظه ذلك من أعاديه وحساده، ويظن أن لن يفعله تعالى بسبب مدافعته ببعض الأمور، ومباشرة ما يردده من المكايد فليبالغ في استفراغ المجهود وليجاوز في التحدي كل حد معهود، فقصارى أمره وعاقبة مكره أن يختنق خنقاً مما يرى من خلال مساعيه، وعدم إنتاج - مقدماته ومباديه، (فَليَمْدُدْ بسَبَبٍ إلى السماء) - يعنى حبلاً إلى سقف بيته: (ثُمَّ لْيَقْطعْ)

أى ليَختنق من قطع إذا اخَتنق لأنه يقطع نفسه بحبس مجاريه

وقيل: ليقطع الحبل

<<  <  ج: ص:  >  >>