قال لهم: ما تعبدون؟ قالوا له: نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين.
قال لهم: هذه الأصنام التي تعبدونها، وقد اتخذتموها أرباباً من دون الله هل لهم سمع يسمعونكم به إذا دعوتم؟.
وهل لهم قدرة على النفع والضر فتعبدوها طمعاً فى النفع وخوفاً من الضر.
قالوا له: بل وجدنا أباءنا كذلك يفعلون.
وهنا يظهر التقليد الأعمى فى فكرة الأصنام. . مجرد أن أباءهم كانوا يفعلون ذلك.
والتقليد حجة ضعيفة. . استدرجهم إليها إبراهيم في حواره معهم.
ومشركو مكة يسمعون ويرقبون الأحداث إلى أيِّ مصيرٍ تنتهي.
فالقضية قضيتهم. والليلة بنت البارحة.
ثم يتابع إبراهيم عليه السلام الحوار بعد أن استدرجهم إلى الاعتراف بعجز
آلهتهم: أرأيتم هذه الأصنام التي تعبدونها أنتم وأباؤكم الأقدمون.
إنهم عدو لى إلا رب العالمين.
وقوله: " عدو لى " تصوير للمسألة في نفس ليعلموا
أنه نصحهم بما نصح به نفسه.
لأن رب العالمين هو الذي خلقنى، وهو الذي خلق كل شيء، وهدانى، وهو
القادر على أن يؤتى كل نفس هداها. وهو يطعمنى ويسقين.
ويطعم كل شيء ويسقيه. ويشفينى إذا مرضت، ويشفى كل مريض.
وهو الذي يميتنى ويحيينى، ويميت كل حى ويحييه، والذي أطمع أن يغفر لى
خطاياى يوم الدين.
وذلك لأنه " الله " القادر على كل شيء، المالك لكل شيء. .
فليس ما تدعونهم - وقد علمتم شأنهم - مثله، وليس كمثله شيء.
أفى هذا التوجيه قسر للعقول؟ أو فيه إلغاء لفكر الإنسان الحر، مهما كان
موقفه من العقيدة التي يدعو إليها الداعي.
فليقارنوا بين مَن دَعوهم آلهة. وبين الإله الحق وليختاروا لأنفسهم ما يحلو.
* *