٢ - دفع توهم غير المراد:
ومثَّلوا له بقول الشاعر:
كمْ ذدِْتَّ عَنِّى مِنْ تَحَامُلِ حَادثِ. . . وَسَوْرَةِ أيامٍ حَزَزْنَ إلى العَظم
أى حززن اللحم إلى العظم. وإنما حُذِفَ المفعول لئلا يتوهم متوهم أن الحز كان إلى اللحم فقط. وهذا يُشعر بتهوين أمر الملمة المدفوعة.
والمقام مقام مدح المناسب فيه عِظم النعمة.
لذلك طوى ذكره لأنه يفهم المراد ابتداءً.
وهذا أيضاً توجيه دقيق ولا شيء فيه.
٣ - إظهار كمال العناية بوقوعه على المفعول. ومثلوا له بقول البحتري يمدح المعتز.
قَدْ طلبْنَا فَلمْ نَجِدْلكَ فِى السُّؤ. . . دُدِ وَالمجدِ والمكَارِم مِثْلاً
أى قد طلبنا لك مِثْلاً في هذه المظان فلم نجده. فحذف المفعول الذي هو
" مِثْلاً " لأن غرضه أن يوقع نفى الوجود على صريح لفظ المثل دون ضميره.
وفي ذلك إظهار لكمال العناية بوقوع النفي على المفعول. ولو ذكره لوقع النفى على الضمير فيفوت المراد.
وفي البيت توجيه آخر مؤداه: (إن الحذف هنا لكراهة أن يواجه المدوح بأن له مثلاً. والذي أراه أن التوجيه الأول في البيت أحق بالاعتبار في توجيه الحذف.
وإن كان في التوجه الثاني رقة وعذوية.
٤ - قصد التعميم في المفعول مع الاختصار. وقد مثلوا له بقوله تعالى:
(وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute