ويقول الزمخشري: " إنه اختصار لفظي مثل: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) : أي والذاكراته، وسببه عند الزمخشري - أَى سبب
الاختصار اللفظي - ظهور المحذوف والأولى - فيما أرى - أن يكون السبب
فى الحذف - هنا - كراهة مواجهة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه موضع قلى من الله.
ولو وقع ذلك في سياق النفي فإن الذوق البلاغي يقتضيه.
وقد أَشار إلى ذلك - فيما أذكر - الخطيب في الإيضاح ".
ولهذا نظير في القرآن الكريم من اللطف في الخطاب مع النبي عليه السلام
حتى في أشد مواضع العتاب كقوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) .
فلم يواجهه بالعبوس والتولي.
وقال: (عَفَا اللهُ عَنكَ لمَ أذنتَ لهُمْ) .
فقدم العفو على سبب العتاب. . . وغير ذلك كثير.
وإنما لم تكن رعاية الفصل بين الآيات سبباً وحده في الحذف وغيره.
لأنها مظنة السجع المتكلف. فلذلك ينبغي الحيطة في مثل هذه الأمور. وبلاغتنا العربية غنية بالاعتبارات المناسبة في توجيه الأسلوب في غير ما سرق أو قصور.
* * *
ثالثاً - حذف جملة فأكثر:
أما حذف جملة فأكثر. فإن القرآن قد حفل بكثير منه. وقد وضع العلماء
لهذا النوع ضوابط نوجزها فيما يلي:
أولاً: حذف السؤال المقدَّر ويسمى " الاستئناف " ويأتي على وجهين:
١ - إعادة الأسماء والصفات.
وقد مثلوا له من غير القرآن الكريم بقولهم
أحسنت إلى زيد، زيد حقيق بالإحسان.