وقد أفاد هذا الحذف مع الإيجاز سرعة حصول الانفجار والسرعة هنا
مطلوبة لأن المقام مقام طلب للنجاة من فرعون وقومه. .
وقد كرر هذا المعنى فى قوله تعالى: (أنِ اضْرِب بِعَصَاكَ البَحْرَ فَانفَلقَ) . فاتحد الموضعان فى الحذف والغرض.
ْويمكن أن نفهم من هذين الموضعين - فوق فضيلة الإيجاز، وفوق معنى
السرعة - معنى ثالثاً لم أجد أحداً قد نص عليه.
وهو أن الحذف يشير فيهما إلى سرعة امتثال موسى عليه السلام لأمر ربه.
حتى إن الزمن بين تلقيه الأمر وتنفيذه لا يكاد يُذكر لقصره وذلك يكشف لنا - أيضاً - أن موسى عليه السلام كان متلهفاً لا يشير عليه به ربه في التصرف أمام الأزمات.
(ب) الداعي البلاغي الذي دعا إلى الحذف، وهذا الداعي على ما وضع
فيه البلاغيون من بحوث قيمة وثرية.
ما زال مورداً بِكراً في القرآن الكريم.
فالباحث في مواضع الحذف في القرآن واجد جديداً لم يشر إليه القوم
وقد بان لنا - نحن - في غضون هذا الفصل نصيب من ذلك الجديد.
مثل ما ذكرناه فى توجيه الحذف في قوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف:
(تَالله تَفْتَؤأْ تَذكُرُ يُوسُفَ) . من أن الحذف كان لضيق المقام،
ومثل ما ذكرَناه من توجيه الحذف في قوله تعالى حكاية عن المشركين:
(أهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) .
حيث أرجعنا حذف عائد الصلة إلى أمر نفسي هو كراهية إيقاع
الفعل المفيد لإثبات الرسالة للنبى - صلى الله عليه وسلم - على ضميره. لأن أنفسهم لا تساعدهم عليه. . والبلاغيون يعدون الحذف فيه من مجرد الاختصار.