لاشتماله على مبالغة مستكرهة، لأن بين " حجر " وهو قصبة اليمامة وبين
مكان الموقعة مسيرة عشرة أيام. ولهذا عدُّوا قوله هذا " أكذب بيت قالته
العرب ".
ذلك لأن العربي لا يميل إلى المبالغة والتهويل في تصوير عواطفه.
وإنما يسير مع الواقع المحسوس، أو يقاربه.
ولهذا - أيضاً - لم يعيبوا قول أوس بن حجر يصف السحاب:
دَانٍ مسِفٌّ فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبُهُ. . . يكادُ يَلمسُهُ مَنْ قام بالراحِ
لأنه لم يُغرب في تصويره لدنو السحاب من الأرض، فذلك منظر مألوف فى
صحراء العرب! والنفس العربية مولعة به دائماً لأن فيه أسباب الحياة،
والشاعر حتى مع هذا الإلف، وحب النفس للسحاب، احترس من الغلو فى
المبالغة فأتى بكلمة " يكاد " ليكون معناه مقبولاً.
ثانيها: الربط القوى بين الألفاظ وما تدل عليه. وعليه عابوا قول الملتمس
السابق لأنه خالف العُرف اللغوي فاستعمل اللفظ في غير موضعه. .
وإن التمسنا وجهاً لصحته كما سبق.
ثالثها: النظر في اللفظ من حيث دلالته على معناه الجمالى، ولذلك عاب
النابغة الذبياني قول حسان بن ثابت:
لنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعْنَ بالضُّحَى. . . وأ اصْيَافُنَا يَقْطرْنَ مِنْ نَجْدَةٍ دَما
وَلدْنا بَنِى العَنْقَاءِ وابَنْى مُحَرقٍ. . . فَأكْرِمْ بِنَا خالاً وأكْرِمْ بنا أبْنمًا
قال النابغة لحسان: " إنك لشاعر لولا أنك قللتَ جفانك، وفخرتَ بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك، وقلتَ: " يلمعن في الضحى " ولو قلت: " يبرقن فى