للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وفي الوعد والضمان، وهو فيها حسن كثير، تقول للرجل: أنا أعطيك.

أنا أكفيك. . لأن الموعود والمضمون له في حاجة إلى التأكيد.

٧ - ويكثر - كذلك - في المدح كقوله الشاعر يفخر:

نَحْنُ فِى المشْتَاة نَدْعُو الجَفْلى. . . لاَ تَرَى الآدَبُ مِنا يَنْتَقْر

ويرى عبد القاهر أن بعض المواضع لا يصلح فيها إلا هذا النوع من التعبير

فهو فيها ألزم. وذلك إذا وقع الفعل المضارع بعد واو الحال.

كقول الشاعر:

تَمَزَزْتُهَا وَالدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ. . . إذَا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنبوا فَتَصَوبوا

فلا يصح - عنده - أن تقول: رأيته ويكتب، ودخلت عليه ويمل الحديث،

وتمززتها ويدعو صباحه، فإنه ليس بشيء. والملحظ هنا ذوقي.

ومما لا يصلح فيه إلا هذا النوع من التعبير قوله تعالى:

(إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) .

وقوله تعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥) .

وقوله تعالى: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) .

قال بعد ذكر هذه النصوص: " فإنه لا يخفى على مَن له ذوق أنه لو جيء

بذلك والفعل غير مبنى على الاسم لوجد اللفظ قد نبا عن المعنى وقد زال عن

صورته، والحال التي ينبغي أن يكون عليها ".

<<  <  ج: ص:  >  >>