للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما فضَّله على بيت عمرو الذي يقول فيه:

تَبْنِي سَنَابِكُهَا مِنْ فَوْقِ أرْؤُسِهِمْ. . . سَقْفاً كَوَاكِبُهُ البِيضُ المبَاتِيرُ

الشعراء الثلاثة متحدون في الغرض. لأن كل واحد منهم يُشبه لمعان

السيوف في الغبار بالكواكب في الليل.

وفي تفوق قول بشار يقول عبد القاهر:

". . إلا أنك تجد لبيت بشار من الفضل ومن كرم الوقع، ولطف التأثير فى

النفس ما لا يقل مقداره، ولا يمكن إنكاره. وذلك لأنه راعى ما لم يراعه غيره.

وهو أن جعل الكواكب تهاوى فأتم التشبيه. وعبَّر عن هيئة السيوف، وقد سُلتْ من الأغماد، وهي تعلو وترسب. وتجيء وتذهب. ولم يقتصر على أن يريك لمعانها في أثناء العجاجة كما فعل الآخران. . ".

وبشار نفسه يقول:

يَا قَوْم أذُنِى لِبَعْضِ الحَى عَاشِقَةٌ. . . وَالأذُنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أحْيَانا

قَالوا: بِمَنْ لاَ تَرَى تَهْذِي فَقُلتُ لهُمْ. . .الأذُنُ كَالعَيْنِ تُوفِى القَلبَ مَا كَانَا

وأروع من هذا قوله:

إنْ تَكُ عَيْنِى لا تَرى وَجْهَهَا. . . فَإنهَا قَدْ صُورَتْ فِى الضميرِ

ويقول المازني عن بشار: " وإن كان من المعقول إذا تعطلت جارحة أن تقوى

الأخرى، أو كما يقول بشار نفسه: إن عدم النظر يقوي ذكاء القلب. ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه من الأشياء. فيتوفر حسه. وتذكو قريحته ".

*

<<  <  ج: ص:  >  >>